أولى لحظات الشهادة

أولى لحظات الشهادة
لا تبكه فاليوم بدء حياته....ان الشهيد يعيش يوم مماته
عجيب أمر الشهادة يتمناها ولد آدم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،لا يتمناها مرة بل مرة ومرة ومرة " .والذي نفس محمد بيده لوددت ان أغزو في سبيل الله فاقتل ثم اغزو فأقتل " ورواه مسلم
عظم الشهادة عند الله عجيب !!ما اعده للشهداء أعحب من العجيب.
فمن هو هذا الشهيد!!
هو ذلك المؤمن الذي يقاتل لاعلاء كلمة الله أو يموت في خضم الرحلة الجهادية ميتة طبيعية.
من هو هذا الشهيد!!
هو من خير الناس منزلا..يجري عليه عمله حتى يبعث ..دمه مسكا يحاى من حلية الايمان.. هو من امناء الله في خلقه.. روحه في جوف طير خضر يرد انهار الجنة ويأوي الى قناديل من ذهب في ظل العرش..يأمن من الصعقة..يأمن من الفزع الأكبر..يشفع في سبعين من أقاربه..يزوج باثنتين وسبعين من الحور العين..يلبس تاج الوقار، الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها.. هو من اوائل الداخلين للجنة..يكلمه الله كفاحا دون حجاب..يسكن الفردوس الأعلى في خيمة الله تحت العرش لا يفضله النبيون الا بدرجة النبوة..هذا بعض شرفه بعد موته، أما وهو يجاهد ، ففضل الجهاد لا يجهله احد.
الايمان سمته ويكفيه انه ذروة سنام الاسلام وعمل النبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام.
ولو وقفنا مع اللحظات الولى للشهيد، والأخيرة للمجاهد ..تلك اللحظات التي يحجم عنها الرجال ، ويخاف من هولها الأبطال ..تلك اللحظات التي يفارق فيها الانسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام واوهام لتقطع فجاة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولا يعرفه.
هذه اللحظات هي اولى لحظات الشهيد هي لحظات تحكي بداية ولوجه باب البرزخية..بداية مفارقته الدنيوية الى الأخروية..نهاية كونه مسلما حيا الى بداية حياة الشهادة الأبدية..لحظات عجيبة في قاموس حياة الانسان..لحظات لا يدركها اي انسان..انها لحظات لا يمتطي صهوتها الا اهل الايمان..لحظات يعجز عن وصفها البيان ..لحظات اقبال واحجام ممتزجان..لحظات يقف فيها عقل المؤمن حيران: أيبارك ام يحزن، أيهني ام يعزي، أيبكي ام يفرح، أحزن ام فرح واحضان!!
يقبل المؤمن اقبال غريب ويكون في مقدمة الرجال في ساعات الاحجام، واذا اصطفاه ربه فان" أفضل الشهداء الذين ان يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، اولئك في الغرف العلى من الجنه ويضحك اليهم ربك، واذا ضحك ربك لعبد في الدنيا فلا حساب عليه" رواه احمد" يضحك له رب العزة!!ما أكرمه من موقف وماذا بعد يا شهيد!!" ان للشهيد عند الله خصالا..ويرى مقعده من الجنة..." ما أعظمها من منه
يحجم الأبطال عن ساحة النزال لما توهموه من الآلام والوجاع اذا استقر في اجسادهم النضال..ولكن المؤمن يقدم لعلمه بحقيقة الحال" وما يجد الشهيد من القتل الا كما يجد أحدكم من مس القرصة" رواه احمد والترمذي.
يفتن الناس في القبور وصاحبنا في القبر مسرور ، يرى مكانه في الجنة قبل موته لا يجد من الم الموت شيء تمحى خطاياه من اول نقطة دمه .زي امن من فتنة القبر كل هذه لحظات قصيرة يخاف منها الانسان لحظات امتحان يجتازها المؤمن الولهان.زي سيل فيها دمه فيرى مغنمه " لا تجف الأرض من دم الشهيد
ما عظم الشهيد لا يخرج من الدنيا الا بمواكب كريمة الناس تبكي والشهيد يضحك الناس في فزع والشهيد في الجنة يرتع وفده كريم وامره عظيم دخول الدنيا كما الناس وخروجه تحتبس لها الأنفاس آه للشهاده من فاز بها فاز بالزيادة ومن احجم فهو في نقصان ونعوذ بالله من الخسران
لحظات وتفك القيود فينطلق الشهيد للجنان حرا ليرى من النعيم هي اولى لحظات الايمان اولى لحظات الشهيد وآخر لحظات الانسان