حين تغزونا الجراح حتى تطفو على سطوح قلوبنا
حين تصبح آلامنا " عارية "
تلفح الشمس بشرتها الدامية
لمَ
نتكبد عناء الابتسام لاخفاءها
و رفع نبرة ضحكاتنا لتهتز الاركان مُعلنة أننا بخير .. و نحن حقيقة لسنا كذلك !
حين نرتدي الأقنعة ،،
أنصبح " كاذبين " ؟
" مُرائِين " ؟
" منافقين " ؟
لماذا نحن [ البشر ]
نحب أن نظهر على غير دواخلنا
لمَ نعشق الكبرياء
و العظمة
و الصبابة !
نحن حقا أضعف المخلوقات
لأننا .. كتلة ثورية من المشاعر
كائنات خلقت من أحاسيس
لأننا " إنسانيون بلا حدود "
أبسط " مسرحية " .. تذرف دموعنا
و أقل لقاء ساخن .. يحرك قلوبنا
و أدنى اتكاء على جراحنا .. يجعلنا نتهاوى بلا اتزان
لمَ أصبح ذوو الدمعة القريبة " ضعفاء "
و متأججو العواطف .. " سخفاء "
لمَ أصبح من يغفر لغيره .. يُطعن
و من تفانت طيبته .. يُداس
نعلم جميعا أن هذا هو الواقع السائد في مجتمعاتنا
كان الرسول صلى الله عليه و سلم يدعو ربه : " اللهم اني أعوذ بك من قلب لا يخشع .. و عين لا تدمع .... "
و ان كان المقصود به في أمور العبادة
مع ذلك .. كان حتى عليه الصلاة و السلام يحيي ذاك الجانب الفطري الغريزي في كيان الانسان من الشفافية و الخضوع و الرقة
أنا لا أتحدث بان الكل ينظر لِذوي المشاعر الغضة بأنهم كذلك
و لكن .. غالبا ما يكون التعدي و الامتهان لتلك الطائفة من الناس
كثيرا ما نسمع كبارنا يرددون لصغارنا الذكور " لا تبكِ .. الرجال لا يبكون " !
و هم بذلك لا يعلمون بأنهم يقتصون من راحة أبنائهم
و يلغون جانبا من تكوينهم الفطري
الله عز وجل خلق الدموع لحكمة ..
لم تكن للنساء فقط ،،
فالرجال أيضا بحاجتها !
أن لم تُسكب الدمعة
سيتصلب القلب .. و تقسو النفس .. و تأبى الروح أي روحانية او عاطفية او شفافية
و لذلك نجد ان أكبر نسبة ممن يصابون بالاكتئاب هم من العالم العربي و خصوصا الخليجي
و اكثر مشاكل الطلاق و اليتم .. بسبب انعدام العاطفة في قلوبنا !
من هنا .. لمَ لا نقف جميعا لنستبدل أعيننا .. بغير هذه ..
و أبصارنا .. بغير هذه ..
و نرى .. أن الدمعة القريبة .. احساس فياض
و متأجج العاطفة .. كائن انشق من البياض
و نقف سندا بسند ..
و نضع يدا بيد ..
لنساند أولئك الحساسين
فـ باعماقهم طوفان متمادٍ لا يعرفون منه انفكاكا
لـ نعانقهم .. جسدا و روحا
و لا نستلسلم لهذه الحقائق
و نعود لنرسم الأمل و البسمة على شفاههم من جديد
::
لكم ودي بحجم السماء ،، و أكبر
::
::
كانت هنا " مُعجزة "