WlAd w0 BaNaT
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
WlAd w0 BaNaT

for gurlZ and boyz
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 في مقهى العشق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
alaa
المدير العام
المدير العام
alaa


عدد الرسائل : 246
العمر : 31
alaa : في مقهى العشق Aw110
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

في مقهى العشق Empty
مُساهمةموضوع: في مقهى العشق   في مقهى العشق Icon_minitimeالخميس مايو 15, 2008 10:59 pm

ها هو المقهى الذي أدمنت الجلوس فيه كل ليلة جمعة، لم يتغير فيه شيء.. الموسيقى الهادئة، والضوء البنفسجي الخافت، وملابس النّادلين التي تتناسب مع اللون البنفسجي، وطريقة ترتيب الكراسي التي وُضعت حول مقاعد صغيرة الحجم نسبياً بالشكل الذي جعل الجالسون عليها أكثر قرباً من بعض.. وكان كل مقعد يوضع حوله كرسيان، وفي وضع متقابل..


كما قلتُ، لم يتغير فيه شيءٌ تقريباً عدا بعض الوجوه الجديدة من الجنسين..

وهاهو الركن الذي أعتدت الجلوس فيه، فارغاً، وكأنه على موعدٍ معي كل أسبوع، ربما أدمنني كما أدمنت الجلوس فيه.. كان يمنحني القدرة على مراقبة من في المقهى، ولولا وجود عمود في منتصفه، حجب عني الجالسين على المقعد المختفي وراء العمود، لاستطعت مراقبة كل من فيه.


********

ما هو العشق؟ هذا هو السؤال الذي أرهقني كثيراً لشدة ما أبحث له عن إجابة، وربما كان بحثي عن الإجابة هو السر في أدماني لهذه المقهى، فقد اشتهرت كمكان خالص لأصحاب العلاقات العاطفية! ومن هذا السؤال كانت تشتعل بداخلي أجوبة كثيرة، متناقضة على هيئة أسئلة: هل هو الجنون؟!..هل هو المسئولية؟!.. هل هو الوطن؟!..أم هو جريمة؟!..هل هو التوحد بين قلبك وبين كل الأشياء حتى ترى أسنة الرماح شفاه حبيبتك؟!..أم هو مجرد عملية تفريغ للمشاعر لا أكثر؟!..

كم كنتُ أتمنى أن ألمح على الوجوه علاقةً ما سوف تستمر هنا.. وكم كنتُ أتمنى أن تكبر أمامي كل أسبوع.. فقد كانت بمثابة العزاء لي عن معنى الحب الذي تشربته من الكتب والأفلام.. وربما لأشعر بأن قطار الحب لم يفتني بعد!.. كما كان محاسب المقهى ـ الذي يجلس بالقرب مني ـ يتمنى أن يصدق حدسه، فيمسك متهرباً عن دفع الحساب، ليحصل في المقابل على كم من مدائح رئيسه ـ الغالية ـ على يقظته..

وفي منتصف الليل، عندما تتشابك الأيدي على الطاولة، وتتشابك الأرجل تحتها، وتصير الوجوه أكثر قرباً، والشفاة تتحرك بتثاقل مع إيقاع الموسيقى الهادئة.. يؤرقني السبب الحقيقي من وراء أدماني لهذه المقهى: هل هو فعلاً البحث عن معنى للعشق؟..ألم تشبعني الكتب التي قرأتها تعريفات؟!.. أم هو مجرد أرضاء لغرورٍ داخلي "بأني الوحيد الذي يعرف العشق الحقيقي"؟!.. "أليس من يعرضوا كل مشاعرهم في الواجهة، غالباً ما يكونون قد أفرغوا أنفسهم من الداخل"؟!.. ألم أشاهد هؤلاء الشبان قد أدمنوا تغيير رفيقاتهم كل أسبوع؟!..وهذه الفتاة الجالسة أمامي التي ترتدي "تي شيرت" أحمر، وبنطلون جينز أزرق، ألم أشاهد نظراتها المختلسة قبل أسبوع مع شابٍ خصلات شعره السوداء تقف كأعمدة الذرة وهي تلمع، كان يجلس في المقعد الذي يقع خلف ظهر الجالس معها؟.. ثم ذهابها إلى الحمام، وذهابه ورائها، وخروجه من الحمام بعد برهة وهو يدوس على مفاتيح تلفونه المحمول.. وهاهما الليلة يجلسان إلى بعض، وكأنهما من طريقة حديثهما وابتسامتهما يعرفان بعض منذ زمن.

لكن كيف لي أن أبحث عن المشاعر في مكانٍ كهذا؟!!.. وهل فعلاً أبحثُ في هذه الوجوه عن معنى للعشق؟!.. وهل أنا بالفعل، أخر من يعرف العشق الحقيقي!!.. أم أحاول فقط هدم كل التعريفات المثالية التي حالت بيني وبين ممارسته كهولاء؟!!..أحاول هدم مفهوم التملك الذي أفْشل كل محاولاتي العاطفية؟!.. وماذا أملك أنا من الحب غير مشاعرٍ أفرّغها عبر دخان "الشيشة" كل أسبوع ولا تجد لها قلباً تسكنه سوى جدران المقهى؟!.. ليتحول قلبي بعدها إلى ما يشبه رماد الفحم بعد أن تأكله ناره!!

الشيء الوحيد الذي يضايقني في هذا المقهى"، ويخرجني من غمرة توجساتي ليدخلني في توجسات أخرى ـ عندما أشاهده ـ هو هذا العمود، فلكم تمنيتُ أن أعرف ماذا يحدث في المقعد الذي وراءه؟!.. ربما سأجد فيه شيئاً مختلفاً عمّا وجدته فيما وقعت عليه عيناي.

******

لقد شارفت الليلة على الانقضاء، المقهى أصبح شبه فارغ، بدا شكله الشبه دائري أكثر وضوحاً بعد انتهاء الضباب الدخاني، "مارلين مونرو" بفستانها الأبيض الشفاف، وصدرها شبه العاري تبرز في صورة كبيرة تتوسط أحد الجدران.. نسمة فجرية طرية تجوب المقهى عبر الباب الذي تركه أحد المغادرين مؤخراً مفتوحاً تتسلل كتيارٍ بارد إلى جسمي عبر الأطراف، فتجبرني على ارتداء "جاكتي" البني..
لم أجد إجابة عن سؤالي كعادة كل ليلة قضيتها بالبحث هنا، وربما لن أجدها!.. فهذا المقهى لا يريد أن يبوح لي بسرٍ كهذا، فهو لا يريد أن يخسر مدمناً مثلي..!
نظرتُ في ساعتي، كانت الساعة الرابعة فجراً. لقد تأخر الوقت، ومع ذلك لم أستطع المغادرة.. كنتُ منتظراً صوت النّادل الذي يُعلِمني كل مرة بموعد الرحيل:
ـ تأخر الوقت سيدي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://cool3ala6ool.coolbb.net
 
في مقهى العشق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
WlAd w0 BaNaT :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: